الأقدام التركيه

قبل ثماني سنوات وبالتحديد عام‏2000‏ شاركت تركيا في بطولة أوروبا التي احتضنتها بلجيكا وهولندا في أول تنظيم لبلدين لبطولة أوروبية‏,‏ يومها أعد القائمون علي أمر الكرة في تركيا أغنية‏,‏ خصوصا تعبر عن آمالهم وطموحاتهم في البطولة‏,‏ وتلفت أنظار الجماهير الأوروبية والإعلام العالمي إليهم‏,‏ وكان عنوان الأغنية ياأوروبا اسمعي هذا وقع الأقدام التركية وانتشرت الأغنية في أرجاء أوروبا والكل ينتظر ما سيقدمه الفريق التركي الذي لم تكن بلاده حتي ذلك الحين قد انضمت إلي عضوية الاتحاد الأوروبي الذي كان ينظر إليها باعتبارها دولة لا تملك المواصفات المطلوبة لعضوية الاتحاد‏.‏
في تلك البطولة كان الأتراك يشاركون للمرة الثانية في تاريخهم‏,‏ وكان عليهم إثبات ذاتهم وجدارتهم باللعب بين الكبار في ثاني تحقيق هدفهم الذي أعلنوا عنه في أغنيتهم وعرف العالم كله أسماء نجوم سطعت في سماء الكرة العالمية‏,‏ مثل ما كان شوكور والباي أوجلان وباشتورك وغيرهم من النجوم الذي لفتوا الأنظار‏,‏ وبعد البطولة بعامين كان الأتراك علي موعد مع المجد غير المسبوق والذي أبهر العالم كله عندما حصدوا المركز الثالث في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام‏2002,‏ وهو الإنجاز الأكبر في تاريخ تركيا التي لم تكن مرشحة لبلوغ دور أكثر من دور الـ‏16‏ وإن تجاوزته بالتوفيق‏,‏ فآخر مطافها هو الدور ربع النهائي‏,‏ لكنها فاجأت الجميع وانتقلت من مرحلة إلي أخري حتي حصدت المركز الثالث‏,‏ وراح المراقبون يبحثون عن سر تألق الأتراك فلم يجدوا سوي الإصرار والروح القتالية التي يتمتع بها اللاعبون‏,‏ والتي تمنحهم القدرة علي اللعب حتي النهاية وتمنعهم من الاستسلام مهما كانت نتيجة المباراة طالما أن الحكم لم يطلق صافرته النهائية‏,‏ فالفريق غريب الأطوار يتألق ويتعملق عندما يتوقع البعض سقوطه‏,‏ ولعل هذا السر وهذه الغرابة كانت حاضرة في بطولة يورو‏2008,‏ فالفريق التركي الذي غاب عن يورو‏2004‏ في البرتغال برغم حصوله علي ثالث العالم‏2002,‏ عاد ليرتدي ثوب التألق ويدق بقدميه أرض سويسرا والنمسا ويسمع أوروبا بل والعالم كله وقع أقدامه القوية التي زلزلت الأرض تحت أقدام فرق قوية‏,‏ ويكفي أن الفريق التركي الذي خسر أولي مبارياته أمام البرتغال عاد واستعاد ذاته أمام سويسرا بصعوبة قبل أن يلتقي تشيكيا ولا بديل له عن الفوز الذي نجح في تحقيقه بعزيمة فولاذية أشاد بها الجميع برغم تفوق وتألق منتخب التشيك بقيادة لاعبه يان كولر أطول لاعبي البطولة‏.‏
وخطف الأتراك بطاقة الدور ربع النهائي الثانية للمجموعة الأولي ليواجه كرواتيا‏,‏ إحدي مفاجآت الدور الأول‏,‏ لكن مدربها سلافين بيليتش كان يتمني ملاقاة التشيك‏,‏ وأبلغ الصحفيين قبل لقاء التشيك وتركيا عن أمنيته في ملاقة التشيك للهرب من مواجهة تركيا المقاتلة‏,‏ وصدق حدس الرجل‏,‏ فالأتراك قدموا عرضا قويا ورائعا وحماسيا وتمكنوا من تحقيق التعادل في وقت حرج‏,‏ ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح‏,‏ ويتألق فيها ليحصد بطاقة اللعب في نصف النهائي ويفتح كتاب التاريخ الكروي الأوروبي ليسجل اسمه فيه‏,‏ فهو بات علي مرمي حجر من تحقيق أحد المراكز الأربعة الأولي في البطولة‏,‏ وأي منها يمثل إنجازا لتركيا يحسب لمدربها المتحمس فاتح تريم ولاعبيها بقيادة الحارس روستو وسميح شنتورك الذي أحرز هدف التعادل في الوقت القاتل‏,‏ لقد كان وقع الأقدام التركية هذه المرة مدويا في أوروبا‏,‏ فهل عرفت الفرق العربية التي تتابع البطولة سر هذا المنتخب؟ لعلها تتعلم منه أهم دروس المنافسة الرياضية وهي الإصرار والحماسة وعدم الاستسلام واللعب حتي الدقيقة الأخيرة‏,‏ بل حتي صافرة النهاية نتمني أن تكون هذه الفرق استفادت من البطولة الأوروبية التي تقدم دروسا مجانية لعشاق اللعبة كل مساء منذ بدايتها وحتي إسدال الستار وتتويج البطل‏..‏ وكل بطولة وأنتم بخير‏*‏

ما احنا عارفين كل ده ان عن ابو شكلك كلب وحقير ومجرم وزبالة

ألف شكر ياأستاذ مقدرش أرد لأنى تلميذ من تلامذتك ولو عرفت أنا مين هتغير رأيك أظن ذلك وعلى العموم ألف شكر