s_manshester عضو نشيط
المساهمات : 74 تاريخ التسجيل : 27/06/2008
| موضوع: سيدنا يوسف الجمعة يونيو 27, 2008 6:06 pm | |
|
تروي لنا التفاسير أن الفترة الزمنية، التي مرت ما بين حلم سيدنا يوسف، الذي رأي فيه أحد عشر كوكبا والشمس والقمر يسجدون له، وبين معرفة إخوته حقيقته وهو عزيز مصر وفي هيئته وصولجانه أربعون عاما، وفي روايات أخري ثمانون عاما، فهل يمكن أن نتخيل ما مر به سيدنا يوسف من ابتلاء وكرب وضيق وشدة في كل هذه السنوات حتي وصل إلي ما وصل إليه من عز وجاه، فلنستعد معا شريط الذكريات سريعا، لعلنا نتعظ ونأخذ منه العبر التي تعيننا علي نوائب دهرنا. لقد بدأت القصة بالحلم الذي رآه يوسف وحكاه لأبيه، ولأن يعقوب نبي الله فإنه علم أنها بشري لابنه يوسف، الذي حُرم وأخوه من حنان الأم، لذا فقد طلب منه ألا يقصَّ هذه الرؤيا علي إخوته كي لا يزدادوا حقدا عليه وغيرة منه وحسدا له، ومع ذلك فعلها الإخوة الغلاظ القساة، ورموا يوسف في غيابات الجب، ثم التقطه بعض المارة وبيع مثلما يباع الرقيق، واشتراه العزيز وأوصي امرأته أن تكرم مثواه عسي أن ينفعهما أو يتخذاه ولدا، إلا أن حسن يوسف وجماله، مع عقله ورجاحته واتزانه عندما بلغ أشده أوقعت امرأة العزيز في محبته وولهت به وراودته عن نفسه فاستعصم، ولك أن تتخيل مدي ما عاناه يوسف في ذلك، فهو تحت سقف واحد مع امرأة عندها من الجمال والمال والسلطان والمنصب حظ وافر وهو في ريعان شبابه، وهي التي تطارده وتحاول النيل منه، ويضبطهما زوجها وهي تطارده فيغض الطرف ويقول له: يوسف اكتم هذا الأمر وأعرض عنه ولا تحدث به أحدا، ويطلب منها أن تستغفر لذنبها، تري من الذي يعمل له يوسف حساباً بعد ذلك سوي الله؟ ومن خلال أحداث قصة سيدنا يوسف نتوقف أكثر من مرة لنجد تجسيدا واضحا للقول المأثور: لو اطلع أحدكم علي الغيب لاختار الواقع. أي أننا يجب أن نرضي بما قسمه الله لنا، حتي لو كان ظاهره شراً «وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون»، ولنر كيف كان ذلك؟ إن ظلم إخوة يوسف له، وحقدهم عليه، وحسدهم لحب أبيه له ولأخيه بنيامين، علي الرغم من أنه في الظاهر بداية المتاعب والمشقة والحرمان، فإن الله سبحانه وتعالي جعل منه بداية للخير وبشري لما سوف يكون عليه «وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون»، تري لو لم يأكل الحقد والحسد والغيرة قلوب إخوة يوسف، هل كان سيصل إلي ما وصل إليه في أرض مصر حتي أصبح عزيزا لها وأمينا علي خزائنها؟ وفي ذلك يقول فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، رحمه الله، جملة مأثورة في غاية الروعة وهي: «لو علم الظالم بما أعده الله للمظلوم لضنّ عليه بالظلم، وذلك خوفا من إكرام الله له وتعويضه عن ظلمه بما يتناسب مع قدرته سبحانه وتعالي وهو الحكم العدل»، ثم نأتي إلي مشهد التقاط يوسف من الجب بواسطة الوارد الذي أخفي يوسف في البضاعة لكي يبيعه في مصر للعزيز. تري ما الأفضل من وجهة نظرنا كبشر: أن يباع يوسف مثل الرقيق، أم أن هذا الوارد يستيقظ ضميره ويبحث عن أهله ليسلمهم إياه؟ بالطبع إن الاختيار الثاني من وجهة النظر البشرية أفضل، ولكنه لو حدث لقتل إخوة يوسف أخاهم بالتأكيد لأنه كان سوف يكشف أمرهم لأبيهم ويفضح مؤامراتهم الدنيئة، وبالفعل فقد باعه كعبد لعزيز مصر، ومع ذلك يقول عنه ربه «وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون»، ثم نأتي إلي مشهد آخر، وهو المشهد الذي دخل فيه العزيز علي امرأته وهي تراود يوسف عن نفسه، تري ماذا كان يفعل أي رجل في مثل هذا الموقف؟ إن أبسط الأمور كانت تقتضي أن يأمر العزيز بقتله أو نفيه بعيدا عن زوجته ثأرا لكرامته؟ ولكنه لم يفعل، كل ما فعله أن قال «يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين»، كما أن امرأة العزيز أصرت علي دخوله السجن لكي تذله، فربما يتجاوب معها يوماً ما فيما راودته عنه من قبل، ولذلك لم تطلب من زوجها قتله أو نفيه «ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكوناً من الصاغرين». ويدخل يوسف السجن ظلما، ودلائل براءته وردت علي أكثر من لسان وفي أكثر من موضع، إلا أن الله أراد له ذلك، وأطال فترة سجنه لسبع سنوات استغلها في الدعوة إلي التوحيد، وإلي عبادة الله الواحد القهار، مثلما فعل مع ساقي الملك وخبازه من قبل عندما طلبا منه تفسير رؤييهما «ياصاحبي السجن ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار»، لم ييأس يوسف من رحمة ربه ولا من فرجه، ونتذكر أنه قال لساقي الملك اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين». وهنا يتبادر الي الذهن سؤال: تري ما الذي كان سيحدث لو تذكر هذا الساقي قصة يوسف قبل أن يري الملك رؤياه ويحتاج إلي تأويلها ويفسرها له يوسف، إن أفضل ما كان يمكن أن يحدث هو أن يخرج يوسف من السجن لأنه بريء، إلا أنه لايزال عبدا، وربما ترك البلاد ورحل، ولكن الشيء المؤكد أنه لم يكن من الممكن أن يخرج من السجن بكل هذا الشموخ والعظمة ورد الكرامة والاعتبار لكي يصبح عزيز مصر وأمين خزائنها. |
| |
|
الفرعون الصغير عضو بدأ يشتغل
المساهمات : 33 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
| موضوع: رد: سيدنا يوسف السبت يوليو 19, 2008 10:47 pm | |
| موضوع رائع
ولكن لو كان الخط اكبر شويه كان يبقى اروع
الف شكر وجزاك الله خير | |
|
s_manshester عضو نشيط
المساهمات : 74 تاريخ التسجيل : 27/06/2008
| موضوع: رد: سيدنا يوسف الأحد يوليو 20, 2008 12:11 pm | |
| معلش دى غلطه منى وأوعدك مش هتكرر | |
|