احتفظ منتخب مصر بلقب بطولة كاس الأمم الأفريقية لكرة القدم في نسختها السادسة والعشرين، وذلك للمرة الثانية على التوالي، وللمرة السادسة في تاريخه – رقم قياسي-، إثر تغلبه على نظيره الكاميروني 1 – صفر، مساء أمس في مباراتهما على استاد "دوجان" بالعاصمة الغانية أكرا.
أحرز محمد أبو تريكة هدف المباراة الوحيد قبل نهاية المباراة بربع ساعة فقط، مستغلاً تمريرة من زميله محمد زيدان، بعدما نجح الأخير في استخلاص الكرة من المدافع الكاميروني سونج، ليقود مصر إلى تحقيق إنجاز غير مسبوق تحت قيادة جهاز فني وطني بقيادة المدرب حسن شحاتة.
وتوج منتخب مصر بالفوز ثمار نتائجه وأدائه الذي استحوذ على إعجاب المراقبين للبطولة، خاصة بعدما نجح في إقصاء العديد من المنتخبات القديرة في اللعبة، وأبرزها الكاميرون حاملة اللقب (أربع مرات)، وكوت دي فوار، الذي كان مرشحًا بقوة لإحراز اللقب.
ولم تقتصر الإنجازات عند هذا الحد، فقد اختير حسني عبد ربه نجم خط وسط منتخب مصر أفضل لاعب في البطولة بعد أدائه القوي، وإحرازه أربعة أهداف في أولى مشاركاته القارية مع المنتخب المصري، كما اختير عصام الحضري أفضل حارس.
كما اختير خمسة لاعبين من منتخب مصر ضمن التشكيلة الأساسية لمنتخب أفريقيا، وهم: عصام الحضري، وائل جمعة، وحسني عبد ربه، ومحمد أبو تريكة وعمرو زكي، كما اختير أحمد فتحي وهاني سعيد ضمن قائمة الاحتياطي.
جاءت المباراة عالية المستوى فنيًا وتكتيكًا من جانب المنتخب المصري، الذي تحكم لاعبوه تماما في نواحي الملعب وأداروا المباراة بخطة محكمة ظهر فيها التوازن الجيد بين الدفاع والهجوم.
وشهد الشوط الأول فرصًا كان منتخب مصر أقرب فيها للتهديف، حيث تسيد هذا الشوط تماما وكان الأعلى كعبا، حيث كانت هناك أكثر من تسديدة لحسني عبد ربه ومعه محمد أبو تريكة،
في المقابل اختفى لاعبو الكاميرون، حيث لجئوا إلى الدفاع، ولم يظهروا سوى مرتين خلال هذا الشوط.
وشهدت الدقيقة 18 أخطر فرص المنتخب المصري، عندما انفرد عماد متعب بالحارس ولكنه سدد في جسم الحارس لتعود الكرة إلى أبو تريكة الذي سددها عالية. ولاحت ثاني الفرص في الدقيقة 35 التي كانت كفيلة بتحقيق الفوز في هذا الشوط، عندما انفرد متعب بالحارس كاميني لكنه تألق وتمكن من صد الكرة.
مع بداية الشوط الثاني، استمر المنتخب المصري في الاستحواذ على مجريات اللعب، واختفى المنتخب الكاميروني تماما من اللقاء، وتوالت الفرص للمصريين، ولعب الحظ والقائم والحارس دورا كبيرا في احتفاظ المنتخب الكاميروني بشباكه عذراء حتى قبل 13 دقيقة فقط من نهاية المباراة.
ففي الدقيقة 78، استطاع محمد زيدان المحترف الألماني الضغط على المدافع الكاميروني سونج واستخلص الكرة، ومررها لزميله المتابع أبو تريكة الذي أرسلها زاحفة في الشباك محرزًا هدف الفوز للمنتخب المصري.
بعد الهدف، تراجع المصريون للدفاع مما أعطى المنتخب الكاميروني فرصة للضغط على المنتخب المصري، لكن بسالة والحارس المتألق عصام الحضري أفسدا جميع الهجمات لتنتهي المباراة بفوز مستحق للمنتخب المصري.
وبعد المباراة قام الرئيس الغاني جون كوفور، وجوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، وعيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف" بتسليم منتخبي مصر والكاميرون ميداليات المركزين الأول والثاني، ثم قام الرئيس الغاني بتسليم كاس البطولة لأحمد حسن كابتن المنتخب المصري.
وعقب نهاية المباراة، خرج ملايين المواطنين في جميع محافظات مصر ليعبروا عن فرحتهم الغامرة بهذا الإنجاز حاملين أعلام مصر، وتحولت الشوارع إلى ساحات احتفالية، وأطلق قائدو السيارات الأبواق، ورددت الجماهير الغفيرة الأغاني، وأغلقت الشوارع بالحشود الغفيرة.
ومن المقرر أن تصل بعثة منتخب مصر صباح اليوم، حيث ينتظر أن يكون في استقبالها الرئيس حسني مبارك ، الذي سيقوم بتكريم اللاعبين ومنحهم الأوسمة لما حققوه من إنجاز.