لحظة من فضلك
اليوم.. سنقول للأهلي.. شكرا
اليوم تحديدا.. أنا أهلاوي.. بكل مشاعري وأحاسيسي.. بكل قطرة دم في عروقي.. بكل قطرة ماء في نيلي.. مع النادي الذي يزرع البسمة وينشر الفرحة.. مع النادي الذي يبيع لي السعادة مجانا.. مع الأهلي الذي ببطولاته وانتصاراته القارية والدولية وأرقامه القياسية دخل إلي البيوت ليزيل بعض الخيوط من غطاء الكآبة الذي نتغطي به.. لينزع ضلفة من دولاب همومنا.. الذي يحذف مشاهد كئيبة من كوابيس.. ليلا تهاجمنا, ونهارا تحاصرنا!... مع النادي الذي جعل ابنتي تقبل علي دروسها وهي في الثانوية العامة ضاحكة مستبشرة, تلتهمها وتستوعبها, فتنجح وتتفوق, ويستمر تفوقها!..
مع الأهلي الذي يجعلني أزهو عربيا وأتيه أفريقيا وأتطاول بعنقي دوليا.. أنا لا أبالغ ولا أتجمل ولا أنافق ولا أتقرب.. هي حقيقة لا ينكرها إلا من يعيش علي حافة النور لا يراه ولا يري به!. حقيقة لا يتجنبها إلا من يريد أن يتمسك بالوهم والسراب!.
أنا اليوم.. مع رجال الأهلي الذين وصفتهم ومازلت ولا أمل من التكرار أنهم رجال صدقوا العهد والوعد.. رجال لا يضعون الانتصارات والبطولات في أضيق الزوايا بل أوسعها!. رجال يتسلقون قمم البطولات دون أن يلهثوا أو يملوا!.. رجال لا تلهيهم بطولة عن السعي وراء الأخري.. ولا تشبعهم بطولة عن التهام أخري.. رجال ضبطوا مؤشرهم علي موجة واحدة طولها الانتصارات وذبذبتها البطولات.. رجال علي قلب رجل واحد لا فارق بين كبير وصغير ولا ابن النادي والغريب القادم من ناد بعيد أو قريب!!.. رجال بمحض إرادتهم وعزيمتهم جذبوا الأضواء إليهم وسلطوها عليهم.. رجال لم يضعوا الحجاب علي الدولاب.. دولاب البطولات!!.. رجال اجتمعوا وقرروا وحكموا علينا أن نفرح.. وسيستمر الفرح بإذن الله!.. اجتمعوا وقرروا وحكموا علينا بأحلام سعيدة مؤبدة!.
واليوم.. نسألهم.. هل من مزيد؟.. إذا فعلوا.. فهنيئا لهم ولنا!.
وإذا لم يفعلوا.. فشكرا لهم.. لأنهم بالتأكيد سيكونون قد حاولوا وشاءوا ولم يشأ الله! لن نغضب ولن نزعل إذا ضاعت البطولة.. يكفيهم أنهم سعوا إليها بكل جد وإخلاص وصدق في النوايا.. لأننا نعلم أنها كرة قدم.. ساحرة مستديرة.. أحيانا تمسك بها فتجدها دخانا.. تجري وراءها فتجدها سرابا.. تفتش عنها فتجدها بلا عنوان!.
نعم.. نعلم أنه لا يوجد فريق يفوز دوما ويحصل علي كل البطولات.. لذلك وفي كلتا الحالتين.. سنقول للأهلي ولاعبيه وجهازه الفني وإدارته.. شكرا!.