آخر كلام ( كلمة أخيرة )

أصبحت مشاكلنا تأتي في مواسم متكررة مثل الفاكهة والخضار. واعتدنا بعض الأزمات لدرجة إننا تصادقنا معها وأصبحت أخبارها عادية وروتينية ومكررة. وهذا كله لأن الحكومة لا تحل ولا تربط ولكنها تعد... ويوم الحكومة بسنة وشوف كام يوم تحتاجه لتنظر في مشكلة وتحلها جذرياً، لذلك آثرت الحكومة واعتادت أن تؤجل القضايا وترحلها زي أي ميزانية خسرانة من عام إلي آخر. فأصبحت مصر بلد مواسم الأزمات.

شوف ياسيدي عندك أزمة السحابة السوداء. العالم كله مفيش فيه علماء قدروا يقولوا لنا ما هو سبب السحابة السوداء أو كيف نتخلص منها. وكل سنة تهل علينا حتي أصبحت مثاراً للسخرية. وعندنا أيضاً أزمة المرور في رمضان. رغم أنها بسيطة مقارنة بأزمات أخري ولكنها أيضاً أزمة معروفة ومحددة التوقيت ولا نجد لها حلاً جذرياً. وهناك أزمة مياه الشرب التي أصبحت ضيفاً دائماً علي مصر. وأزمة مياه الشرب متعددة ومتشعبة ومنتشرة. أي أنها لا تتبع جغرافية محددة بل هي تنتشر في مدن وقري ومحافظات الدلتا.. التي هي أساساً محافظات زراعية لا تعاني من نقص الماء لأن النيل ـ كما يقولون ـ يجري فيها.

أزمة المياه ياسادة أصبحت متكررة. هناك مواسم جافة في مناطق. وهناك مناطق تصاب بأكملها بأمراض غريبة لا يستطيع الأطباء تحديدها بدقة ولكنهم يشيرون إلي أن السبب هو أن الشعب يشرب مياهاً من طلبمات »حبشية«. والطلمبات تسحب الماء من الأرض مخلوطاً بالصرف الصحي والعياذ بالله. يعني »كوكتيل« مياه قاتل للمواطن المسكين وجسده الضعيف.

مع موسم التسمم المائي سنشهد كلاكيت ثالث مرة حرباً إعلامية بين الوزارات حول المتسبب في هذه الظاهرة، وسنشهد أيضاً أعداداً متزايدة من المرض. وسنسمع تقارير وأعذاراً ولن نجد أو نحدد سبباً واحداً.. ثم ينتهي الموسم لننتقل بعده الي موسم آخر.

والذي نحتاج أن نعرفه الآن هو ماذا فعلت الحكومة فعلياً علي أرض الواقع منذ ظهور هذه الأزمة؟ وما هي الخطة التي ستتبعها للقضاء عليها؟ والشعب لا يريد سماع تصريحات معادة ومكررة.

نحن نريد أن نري تغييراً وأن نشعر به. وإذا كنا اليوم أمام أزمة الماء استعدوا لأزمة أنفلونزا الطيور في موسمها الجديد واستعدوا لأزمة اللحوم في العيد الكبير ثم ندخل بكم الي أزمات عديدة أخري من تأليف وإخراج وسيناريو الحزب الوطني