حقاً.. هل انتهي عصر الولاء للوطن.. بسبب تصاعد الفساد وسيطرة المفسدين علي مقدرات الوطن؟! وهل استسلم الشباب لكل الذين يحرمونه من لقمة العيش.. فجلس الشباب علي المقاهي يلعب الطاولة.. أو حتي يقترض ليذهب إلي الكوفي شوب.. هل انتهي عصر: الجنة هي بلادنا.. ووقف الخلق ينظرون جميعاً.. كيف ابني قواعد المجد وحدي.. واسلمي يامصر انني الفدا هزي يدي ان مدت الدنيا يداً
.. هل نسينا: مصر يا أم البلاد أنت غايتي والمراد.. مصر يا أم النعيم فزت بالمجد القديم.. ومصر انت أغلي درة.. فوق جبين الدهر غرة.. أم لم نعد نتذكر: مصر أولادك كرام، أوفياء يرعوا الزمام.. أم قول الشاعر الهواري: دعت مصر فلبينا كراماً، لنا مصر فلا ندع الزمام..
** أقول لا فما يبدو علي السطح الآن إنما سببه القحط الغذائي الذي يضرب الشباب، بسبب تلك البطالة التي تطحن كل شئ. وان هؤلاء الشباب سرعان ما يهتفون: اسلمي يا مصر انني الفدا.. وأنا المصري كريم العنصرين بنيت المجد فوق الهرمين بل وأهتف معهم: قوم يامصري مصر دايما بتناديك خد بنصري نصري دين واجب عليك.. ليه يا مصري كل أحوالك عجب.. تشكي فقرك وانت ماشي فوق رهب..
وأنا واثق أن شباب مصر الآن رغم كل ما يعانيه سيخرج يوماً هو قريب يهتف: سأهتف باسمك ما قد حييت.. تعيش بلادي ويحيا الوطن.. وسيردد الوطن معكم جميعاً: لقد صرخت في العروق الدما، نموت نموت ويحيا الوطن.. وسوف يهتف الشباب جميعاً: أنا صوت من ربي الجنة يا مصر ينادي.. أنا سيف بدد الله به شمل الأعادي.. وطني جار عليه الزمن .
** ثم من قال إن معارك مصر قد انتهت؟!. أقول لا.. بل بدأت معركة من أشرس المعارك هي معركة بناء الانسان المصري الذي ينظر حوله للآخر بألم وأسي ويعتقد أن الحياة أصبحت سوداء.. ولهؤلاء أقول: لكم كل الحق فيما ترون، وهو فعلا حاضر شديد السواد.. ولكن بأيديكم أنتم فقط تقدرون أن تغيروا كل شئ.. نعم كل شئ.. مهما كانت التضحيات ستدفعون الثمن ولكنكم ستنالون الجائزة الكبري في النهاية..
وأعترف أن الوطن الآن عنكم لاه لا يبالي.. ولكن الخطورة في استمرار صمتكم والاسراع إلي الهرب ولو إلي الموت عبر مركب متهالك لتعودوا مقهوري الخاطر أو تموتوا في بطون وحوش القرش.. وأعلم أن منكم من يستدين أو يرهن القراريط القليلة التي ورثها أو يوقع علي بياض أوراق السلفة لتدبروا تكاليف هذا الهروب.. ولكن منهم لله كل الذين دفعوا بكم إلي كل هذا الهوان، وجعلوكم تفكرون بالوطن وتنظرون حولكم في غضب.
ورغم كل ذلك فهذا لا يجعلكم تصرون علي الهروب من المعركة وعدم الصمود والقتال من أجل يومكم وغدكم..
** حقيقة مصر كلها مسئولة: حكومة وبرلماناً.. معارضة وأحزابا ورجال أعمال ولكن أن نتركهم بلا رد فعل شبابي منكم فهذا هو الهروب الآخر..
والمثقفون أيضاً مسئولون.. إذ منهم من يخوض معارك ليست هي من أجلكم.. ولكنكم مسئولون أيضاً.. مسئولون ان تركتم صناديق الانتخابات خاوية لتفعل بكم الحكومة ما تريد في غياب حقيقي منكم..
** عودوا ـ يا شباب ـ الي ما كان عليه الاباء من حب لمصر.. ومن العمل والتفاني لخدمة وانتزاع لقمة العيش بالعرق والدم.. وليس بالهروب إلي خارج مصر.
تعالوا معاً الي حضن الوطن نصلحه معاً.. نعيد بناءه معاً ولا تتركوا الساحة لكل لص أو غدار لئيم.