تمارس الحكومة وحزبها أعتى الأساليب القمعية فى إدارة الانتخابات الطلابية فى الجامعات. ورأينا خلال اليومين الماضيين من صور الامتهان السياسى ما يسىء ويشوه الممارسة الديمقراطية فى مصر أمام العالم الداخلى والخارجى، ولجأ النظام إلى الأجهزة الأمنية لحرمان المرشحين المنتمين إلي المعارضة والإخوان من حق مشروع لهم. واستخدمت نفس الأساليب التي اتبعت فى انتخابات مجلس الشورى مع اختلاف فى الأسلوب (!!) ** فى انتخابات الشوري قاموا بتقفيل الصناديق لحساب أنصار الحزب الحاكم،
وفى الانتخابات الجامعية قاموا بشطب المعارضين من قوائم الترشيح، وإزاحتهم من الانتخابات حتي يخلو الميدان لنوع واحد وتيار واحد هو التيار الحكومى. وفى بعض الكليات تشكلت الاتحادات الطلابية بالتزكية، وبدون انتخابات ووجع دماغ (!!).
** هذا المثل السيىء للعملية الانتخابية ينعكس بالضرر علي أجيال الشباب الذين نطالبهم بخلع رداء السلبية وندعوهم إلي المشاركة السياسية، علي أساس أن الجامعات هى »الحضانة« التى يتفتح فيها الوعى السياسى للطالب، ويتم تخليق مواطن مثقف يعرف حقوقه وواجباته ويشارك بدور ايجابى فى البناء السياسى والاجتماعى. ولكن النظام ااحاكم لا يعترف بهذه الآليات المعمول بها فى النظم الديمقراطية. وكما يريد احتكار المجالس النيابية والمحلية، فانه يريد الهيمنة علي الاتحادات الطلابية، وخنق أى تيار معارض، دون إدراك لخطورة هذه الأنانية علي مستقبل مصر السياسى.
** لا تزال فكرة الحزب الواحد، والفكر الواحد، هي المهيمنة علي أهل الحكم، مثلما كان الحال فى ألمانيا النازية، وايطاليا الفاشية، وروسيا السوفيتية، ولا يريد نظامنا أن يتعظ مما جرى لهذه الأنظمة الشمولية، وكيف سقطت وباتت من أسوأ الأمثلة فى التاريخ. ويصر نظامنا علي فكرة »الوحدانية« حتي تترسخ هذه البذرة الخبيثة فى أذهان الشباب إلي أن يأتى اليوم الذى يتمرد فيه الشباب بعمد ما يفيض به الكيل (!!).
** رغم مرور نصف قرن علي نظام الحزب الواحد ـ منذ هيئة التحرير والاتحاد القومى ـ لا يزال نظامنا السياسى أسير فكرة الاحتكار والتكويش، وانكار فكرة التعدد والتنوع التي تسمح لكل الزهور أن تتفتح، ولكل الآراء أن تزدهر وتنمو. ولكل التيارات أن تعرض نفسها علي الناس من خلال انتخابات نزيهة ومحايدة.. ويبدو أن الطريق لا يزال أمامنا طويلا.. وعلينا أن ننتظر حتي يأتى الفرج (!!)