صورة المستقبل الغائبة !

صورة المستقبل الغائبة !
الملاحظة الأكثر بروزا في الجدل السياسي الدائر في مصر الآن هو أن معظم الهم والحوار يدور إما حول الماضي أو الحاضر ، بينما المستقبل شبه غائب إلا من زفرات النفوس أو مواقف الغضب والتشكيك في سيناريو التوريث ، وهو السيناريو الأكثر حضورا وجذبا للإثارة والنقاش ، وأنا هنا لا أشكك في خطورة الموقف وجدية الشواهد التي تعطي إشارة إلى أن هذا السيناريو أقرب مما نتخيل ، وأقوى حضورا من أي محاولات رسمية للنفي ، ولكني أتمنى أن تنجذب رؤى النخبة المصرية إلى المستقبل بصورة أكثر شمولية ، وأكثر قدرة على تأمل خريطة مصر الدولة والسلطة والشعب والمؤسسات ، والمشكلة الأساسية هنا أن النخبة المصرية ممزقة بين تيارات وأفكار وتصورات شديدة التباعد ، ولا يوجد قواعد في الفكر والتصور والمرجعية يمكن أن تشكل إجماعا وطنيا يبنى عليه صورة المستقبل ، صحيح أن هناك أشواقا إلى الحرية وإلى الديمقراطية وإلى الكرامة مجمع عليها ، ولكن تبقى هذه المعاني لافتات وشعارات أكثر منها أفكار ورؤى وخطط وبرامج متفق عليها ، فالحرية عندما ندخل في التطبيق والتحديد تجدها تنحسر عن أجزاء من الطيف السياسي الوطني ، فهذا نقبله وهذا نرفضه ، وهذا يدخل تحت مظلة الشرعية وذاك لا يجوز أن يكون له مساحة في ظل الشرعية ، وكذلك الديمقراطية والمشاركة ، فعند التطبيق والتحديد تجد أن القبول بنتائج صندوق الانتخابات ما زالت لا تشكل قناعة كاملة لدى مختلف التيارات والقوى السياسية الوطنية ، ولعلنا نذكر هنا المخاوف التي تطرحها تيارات سياسية رسمية ومعارضة من قدرة التيار الإسلامي وخاصة الإخوان المسلمين على تحقيق اختراق واسع النطاق للنظام السياسي عن طريق صندوق الانتخاب ، وما زالت هناك هواجس كبيرة من تصور صباح ذلك اليوم الذي يعلن فيه عن هيمنة التيار الإسلامي على غالبية مقاعد البرلمان ، وهناك من يعلن رفضه التام والصريح للقبول بمثل هذه النتيجة لو حدثت ، وهناك من يكتفي بإعلان توجسه ومخاوفه ، أيضا الموقف من المؤسسة العسكرية ودورها السياسي ، وهي نقطة في غاية الخطورة والحساسية في مصر ، فهناك من لا يزال يحذر من تدخل الجيش في السياسية رغم أن المؤسسة العسكرية حاضرة في صلب السياسية ورأسها منذ ثورة يوليو ، أي منذ أكثر من خمسين عاما ، بل إن هناك من لا يخفي إمكانية قبوله بسيناريو التوريث نفسه رغم كراهيته له طالما أنه سيحول الدولة في مصر إلى دولة مدنية ويكون الحاكم مدنيا للمرة الأولى ، رغم أن أي حاكم مدني يأتي الآن في مصر لا يمكنه عمليا أن يتوسد السلطة إلا بدعم المؤسسة العسكرية وموافقتها ، وهناك بالمقابل من يعلن بكل قوة عن دعمه لحضور المؤسسة العسكرية أو بعض أجنحتها في الشأن السياسي المصري ، معتبرا أن المؤسسة العسكرية ما زالت تمثل الجناح الوطني في السلطة ، وبالتالي فهي وحدها الأمينة على مستقبل البلد وأمنه القومي ، باختصار ، الصورة ـ صورة المستقبل ـ تبدو شديدة الغموض في وعي النخبة المصرية ، وأحيانا أتصور أن الجميع يهرب من تحديد استحقاقات المستقبل أو تفاصيل صورته المرجوة ، ربما هروبا من سياط النقد والتشهير التي أصبحت رمزا على طبيعة الحوار الدائر ، مهما أخلص صاحبها في رأيه ورؤيته للوطن ومستقبله .

اللــــــــــــــــــــــــــــــــــه يبارك فيك

ويذيدك

هو صحيح

انت لازم تنزل الدوره الجايه ...

امااااااااا نشوف

مرشحكم لمجلس الشعب الاستاذ عبد الرحمن حموده رجل الشباب لكل الشباب

والله حلوه صدقنى خش والله 30 مليون وراك

ومتخفش

حسن حمدى والخطيب وعدلى القيعى معااااااااااك

زى ما قالوا لازم تدخل الدورة الجاية

مع تحياتى: سفير الفراعنة(أحمد الشربينى)Z.H

للمراسلة:zhahmed2010@yahoo.com