قال تعالى: ( إن كيد الشيطان كان ضعيفاً ) .. النساء 76
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم هكذا نبدأ أعمالنا التي نخلصه الله تعالى ولا نشرك فيها أحداً غيره .
والحمد لله على نعمة اللسان التي تسخر لذكره تعالى والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين محمد بن عبد الله سيد الخلق أجمعين ومعلمنا وهادينا إلى طريق الله ومنذرنا من وسوسة الشيطان
أما بعد ،،، فقلنا من قبل من هو الشيطان عليه لعنة الله هو ومن أتبعه منذ بدء الخليقة إلى يوم الدين . والآن نتعرف سوياً من أين يدخل الشيطان إلينا ليضلنا عن سبيل الحق ؟ أو ما هي مداخله إلى أنفسنا ؟ فلنحذر أولاً عشرة أشياء .
1- لا تجلعه يصدك عن طلب العلم :- نعم فهذا مدخله يريدك جاهلاً لا تعلم فيقول لك مثلاً لقد كبرت على طلب العلم " بعدما شاب " وهذا ما يجعلك تسير فى الدنيا وأنت مقتنع أنك تفعل الصواب دون معرفة حقيقة ما إذا كان صواباً أم لا فقد قال تعالى:
" قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً ، الذين ضل سعيهم في الحياة الدينا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً " .. الكهف 103 ، 104 .
وقد يشغل الشيطان وقتك بالأقل أهمية في الدين فتترك الأكثر أهمية فمثلاً إماطة الأذى عن الطريق صدقة ولكن لابد من التمسك بالفرائض و ذلك بالعلم والإطلاع والتفقه في الدين حيث قال صلى الله عليه وسلم : "فقيه أشد على الشيطان من ألف عابد " ( تخريج أحاديث )
ولقد قال الله تعالى لنبيه : ( وقل ربي زدني علماً ) .. طه 114
2- كن قوياً ولا تجعله يخرجك عن رشدك بالغضب :-
عن أبى هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب " (رواه البخاري) وقال تعالى
الذين ينفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) ... آل عمران 134، وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة فقال " لا تغضب ولك الجنة " ( المعجم الأوسط )
3- لا تجعله يحببك في الدنيا لينسيك الآخرة :
قال صلى الله عليه وسلم :" إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء "، وقال أحد الصحابة : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ ( ألهاكم التكاثر ) .. التكاثر 1
قال : يقول ابن آدم مالي مالي قال وهل لك يابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت ) (رواه مسلم)
يجب أن نعلم أننا خلقنا لعبادة الله فلا يحيدنا الشيطان عن ذلك بفتن الدنيا فيدخلنا سواء السبيل .
4- لا تخف من الفقر في الدنيا : قال تعالى : (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسع عليم ) ... البقرة 268
فالشيطان يخوف الإنسان من الفقر لكي لا ينفق مافي يده في سبيل الله والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان يقول أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً ) ( صحيح البخارى ) . وهو أيضاً يشكك في إيمانك ويحاول أن يجعلك تكفر بالله فاستعذ بالله منه وقل أن الله لا إله إلا هو وأن محمداً رسول الله .
5- إياك والكبر : قال تعالى ( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير حق ).. الأعراف 146
والكبر من مداخل الشيطان للنفس فيستعملها ويحملها على رد الحق والإصرار على الباطل فإياك والكبر ولا تنس حديث سيد الخلق أجمعين " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" ( رواه مسلم )
6- لا ترائي فالرياء شرك أصغر : الرياء : هو التفاف القلب لغير الله وترك مراعاة الخالق لمراعاة المخلوقين وهو شرك أصغر كما قال صلى الله عليه وسلم : "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله ؟ قال : الرياء" ( رواه أحمد )
7- لا تتبع هواك : خلق الله بكل واحد منا هوى ولكن جعل لنا عقلاً ويجب أن يكون العقل هو القائد ويتبعه الهوي إلى شرع الله وحذرنا الله من ذلك فى قوله تعالى
ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ) .. ص:26
فيبين الله أن إتباع الهوى هو طريق الضلال والانحراف.
8- اجتنب تضييع الوقت:- وقد يشغل وقتك بأشياء لا تفيد برغم من أنها حلال مثل مشاهدة التليفزيون فيلهيك عن ذكر الله ودواء ذلك معرفة قيمة الوقت والإكثار من النوافل لقوله تعالى : ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) .. الأعراف 201
9- جتنب سوء الظن فهو مفرق الجماعات :- يدخلنا الشيطان بسوء الظن في إخواننا المسلمين إلى متاهات تفككنا وتفسد العلاقات بيننا وتقطع أواصر المحبة وهذا هو ما يريده أما ما يرضي الله سبحانه وتعالى أن نتبع كلماته حيث قال : " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم " .. الحجرات 12
10- لا تقلل من شان ذنوبك : هذا من أعظم مداخل الشيطان إلينا فنقول مثلاً : إن فلان يشرب الخمر ويزني ويفعل كذا وكذا أما أنا فلا أفعل ذلك كله إني فقط أكذب فيجعلك الشيطان تستنبط الذنوب حتى يخرب قلبك شيئاً فشيئاً حتى تقع فيما هو أكبر فالشيطان يحاول أن يصغر لك الكبائر ويزينها لك ويجعلها
بسيطة وسهلة ودواءه التوبة النصوحة والاستعاذة .
أما عن صغائر الذنوب فيقول لك مثلاً : أنت لاتفعل الكبائر ويصغرها لك ويخبرك أنها ليست مثل الكبائر ودواء ذلك كثرة الإستغفار .
11- لا تقنط من رحمة الله : إذا لم يستطيع الشيطان أن يدخل لك من تلك المداخل السابقة فيدخلك إلى مرحلة أخرى وهي أن يقول لك : إن ذنوبك كثيرة وعظيمة ولا يمكن أن تغفر أو كما يقال : كلنا هندخل النار ويقول لك : تمتع بالدنيا قبل أن تموت ويستدرجك للشهوات والذنوب وقد يسلط الناس عليك بالأذى فلا يدلك حين ذاك أن تتمسك بالصبر على ذلك والآن قف له ثابتاً وأذكر الله فكيده ضعيف وقل له أن الله أنزل فى كتابه سبحانه وتعالى : (قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) .. الزمر 53
تبنا إليك يا رب وندمنا على ما فعلنا وعزمنا ألا نعود إلى الذنوب بإذن الله تعالى .
وفقنا الله وإياكم وأعاذنا جميعاً من همزات الشياطين فلندعوا جميعاً
(و قل رب أعوذ بك من همزات الشياطين * وأعوذ بك رب أن يحضرون) .. المؤمنون 97 ، 98
المراجع :
مداخل الشيطان /عادل بن المنسى
بداية و نهاية لإبن كثير
الشباب والصيف / أ.عمرو خالد