يوقظني في جوف الليل خفقان قلبي مفاجىء.. أستقيم بحدة في سريري محملقة في ظلام الغرفة.. آخذ دقيقة أو أكثر لأستعيد توازني و أتاكد من أن ذلك الخفقان هو مجرد هاجس ليس أكثر.. تبدو العودة للنوم الآن غير جديرة بالمحاولة.. أقوم من فراشي متلمسة طريقي في الظلام.. يفاجئني صوت ليلى مراد النعسان أن "أطلب عينيا.. قلبي و عينيا" من هاتفي المحمول.. أبتسم لصديقتي التي لا تراني و لكنها تذكرتني عندما جافاها النوم مثلي!.. أخي و أختي نائمان في غرفتهما و كذلك أمي في غرفتها.. أوقد نور المطبخ و تبدو أكثر أفكار الدنيا منطقية في ذلك الوقت أن أصنع كوباً من الشاي.. أضيف له خلطتي السرية من نعناع و قرنفل و قرفة..آخذ كوبي الأثير و أخرج إلى الصالة عسى أن يأتيني النوم أمام التليفزيون.. أقلب بين القنوات حتى أستقر على فيلم أجنبي.. يروي عن شخصين يحبان بعضهما عبر الزمن.. كانت "هي" تعيش في عصر الحرب الأهلية الأميركية.. أما "هو" فكان يراسلها من التسعينيات.. يعجبني الفيلم حقاً, و عندما ينتهي أتذكرك.. و أتساءل إن كنا-"أنا و أنت"- قد حدثنا أصلاً؟.. كم تبدو بعيداً في الليل.. ا
ا
أغلق التلفزيون في محاولة حائرة للرجوع للنوم.. أتجه تلقائياً نحو سرير أمي لأستلقي بجوارها و هي نائمة.. أتسمع أنفاسها العميقة في الظلام.. أمد يدي لأتلمس "غوايشها" الذهبية الثلاثة و أعبث بهم قليلاً, فكأني بهذا الفعل استدعيت جني النوم.. أتكور على نفسي مفسحة المجال لجفني العلوي حتى يحتضن جفني السفلي.. و تتراخى يدي على يد أمي.. و يغرق البيت كله في سبات عميق..