هل بين الحب والإيمان علاقة ؟؟وهل حب الله عز وجل يتعارض مع حب سائر أمور الدنيا ؟؟
الحق الحب عاطفة تتنوع بتنوع المحبوب ـ وإن كانت في كل حب ـ فحبك لأخيك يختلف عن حبك لزوجتك وهما يختلفان عن حبك لأمك ، وكل حب !!
والحب ـ في كثير من الأحيان ـ لا يكون للإنسان إرادة فيه فهو يجد نفسه قد وقع أسيراً لحب إنسان أو غيره من المخلوقات .
وهذه المحبة لا تتعارض مع الإيمان بالله عز وجل ما لم تبلغ أن تكون أشد منها ، فلا يزال الإنسان في خير ما دام الحب الأعظم الذي يتملك القلب ويوجهه هو حب الله ورسوله ، فإذا ما تعارض مراد الله عز وجل مع ما يهوى القلب آثر حب الله تعالى وترك هواه لاتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه من شرع الله عز وجل وذلك معنى الحديث "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين" [ متفق عليه ] .
إن الإيمان بالله يقتضي تعلق القلب بحب الله تعالى ، وذلك ثمرة الإيمان !!
" ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار " [ متفق عليه ] .
إن الحديث لم يقصر الحب على الله عز وجل ورسوله فحسب ، بل غاية الأمر أنه جعله في المرتبة العليا عما سواه من الحب .
يقول ابن القيم [ إغاثة اللهفان ص 407] " فمن المحبة النافعة : محبة الزوجة وما ملكت يمين الرجل فإنها معينة على ما شرع الله سبحانه له من النكاح وملك اليمين من إعفاف الرجل نفسه وأهله فلا تطمح نفسه إلى سواها من الحرام ويعفها فلا تطمح نفسها إلى غيره وكلما كانت المحبة بين الزوجين أتم وأقوى كان هذا المقصود أتم وأكمل قال تعالى : "هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها" [ الأعراف 189] وقال : ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" [ الروم21] .
وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه سئل من أحب الناس إليك فقال : عائشة
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة [ النسائي ] .
فلا عيب على الرجل في محبته لأهله وعشقه لها إلا إذا شغله ذلك عن محبة ما هو أنفع له من محبة الله ورسوله وزاحم حبه وحب رسوله فإن كل محبة زاحمت محبة الله ورسوله بحيث تضعفها وتنقصها فهي مذمومة وإن أعانت على محبة الله ورسوله وكانت من أسباب قوتها فهي محمودة ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الشراب البارد الحلو ويحب الحلواء والعسل ويحب الخيل وكان أحب الثياب إليه القميص وكان يحب الدباء فهذه المحبة لا تزاحم محبة الله بل قد تجمع الهم والقلب على التفرغ لمحبة الله فهذه محبة طبيعية تتبع نية صاحبها وقصده بفعل ما يحبه
فإن نوى به القوة على أمر الله تعالى وطاعته كانت قربة وإن فعل ذلك بحكم الطبع والميل المجرد لم يثب ولم يعاقب وإن فاته درجة من فعله متقربا به إلى الله
الأربعاء أكتوبر 03, 2007 6:31 pm