فقال
رسول الله الحمد لله الذي أسعد آمتي وأشقاك
إلي يوم معلوم
فقال
له إبليس اللعين :
هيهات
هيهات وأين سعادة أمتك وأنا حي لا أموت
إلي
يوممعلوم؟
وكيف تفرح على أمتك وأنا أدخل عليهم في
مجاري الدم واللحم وهو لا يروني
،
فوالذي خلقني وانظرني إلي يوم يبعثون
لأغوينهم أجمعين جاهلهم وعالمهم وأميهم
وقارئهم
وفاجرهم وعابدهم إلا عباد الله المخلصين
فقال
:
ومن
هم المخلصون عندك؟
فقال
:
أما
علمت يا محمد أن من احب الدرهم والدينار
ليس بمخلص لله تعالى وإذا
رأيت
الرجل لا يحب الدرهم والدينار ولا يحب
المدح والثناء علمت أنه مخلص لله
تعالى
فتركته وان العبد مادام يحب المال والثناء
وقلبه متعلق بشهوات الدنيا
فإنه
أطوع ممن أصف لكم؟ أما علمت أن حب المال
من أكبر الكبائر يا محمد ، إما
علمت
أن حب الرياسة من أكبر الكبائر ، وإن
التكبر من أكبر الكبائر يا محمد أما
علمت
إن لي سبعين ألف ولد ،ولكل ولد منهم سبعون
ألف شيطان فمنهم من قد وكلته
بالعلماء
ومنهم قد وكلته بالشباب ومنهم من وكلته
بالمشايخ ومنهم من وكلته
بالعجائز
، أما الشبان فليس بيننا وبينهم خلاف وأما
الصبيان فيلعبون بهم كيف
شاؤا
، ومنهم من قد وكلته بالعباد ومنهم من قد
وكلته بالزهاد فيدخلون عليهم
فيخرجوهم
من حال إلي حال ومن باب إلي باب حتى يسبوهم
بسبب من الأسباب فأخذ منهم
الإخلاص
وهم يعبدون الله تعالى بغير إخلاص وما
يشعرون ، أما علمت يا محمد أن
برصيصا
الراهب أخلص لله سبعين سنة كان يعافي
بدعوته كل من كان سقيماً فلم اتركه
حتى
زني وقتل وكفر وهو الذي ذكره الله تعالى
في كتابه العزيز بقوله تعالى كمثل
الشيطان
إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني برئ
منك إني أخاف الله رب
العالمين
أما علمت يا محمد أن الكذب منى وأنا أول
من كذب ومن كذب فهو صديقي ، ومن حلف بالله
كاذباً فهو حبيبي.
أما
علمت يا محمد أني حلفت لآدم وحواء بالله
إني لكما لمن الناصحين فاليمين
الكاذبة
سرور قلبي ، والغيبة والنميمة فاكهتي
وفرحي وشهادة الزور قرة عيني
ورضاي
، ومن حلف بالطلاق يوشك أن يأثم ولو كان
ورة واحدة ولو كان صادقاً فإنه من عود
لسانه بالطلاق حرمت عليه زوجته.
ثم
لا يزالون يتناسلون إلي يوم القيامة
فيكونون
كلهم أولاد زنا فيدخلون النار من آجل
كلمة.
يا
محمد إن من أمتك من يؤخر الصلاة ساعة فساعة
كلما يريد أن يقوم إلي الصلاة
لزمته
فأوسوس له وأقول له الوقت باق وأنت في شغل
حتى يؤخرها ويصليها في غير
وقتها
فيضرب بها في وجهه فإن هو غلبني أرسلت
إليه واحدة من شياطين الإنس تشغله
عن
وقتها فإن غلبني في ذلك تركته حتى إذا كان
في الصلاة قلت له انظر يميناً
وشمالاً
فينظر فعند ذلك أمسح بيدي على وجه وأقبل
ما بين عينيه أقو له قد أتيت
ملا
يصح أبداً وأنت تعلم يا محمد من أكثر
الالتفات في الصلاة يضرب وصلى وحده
أمرته
بالعجلة فينقرها كما ينقر الديك الحبة
ويبادر بها فإن غلبني وصلى في
الجماعة
ألجمته بلجام ثم أرفع رأسه قبل الإمام
وأضعه قبل الإمام وأنت تعلم أن
من
فعل ذلك بطلت صلاته ،
ويسمخ
الله رأسه رأس حمار يوم القيامة فإن غلبني
في ذلك أمرته أن يفرقع أصابعه
في
الصلاة حتى يكون من المسبحين لي وهو في
الصلاة ،
فإن
غلبني في ذلك نفخت في أنفه حتى يتثاءب
وهو في الصلاة فإن لم يضع يده على
فيه
دخل الشيطان في جوفه فيزداد بذلك حرصاً
في الدنيا وحباً لها ويكون سميعاً
مطيعاً
لنا ، وأي سعادة لأمتك وأنا آمر المسكين
أنا يدع الصلاة وأقول :
ليست
يك
صلاة إنما هي على الذي أنعم الله عليه
بالعافية لأن الله تعالي يقول:
ولا
على
المريض حرج وإذا أفقت صليت ما عليك حتى
يموت كافراً فإذا مات تاركاً للصلاة
وهو
في مرضه لقي الله تعالى وهو غضبان عليه
يا محمد
وإن
كنت كذبت أو زغت فأسال الله أن يجعلني
رماداً ، يا محمد أتفرح بأمتك وأنا
اخرج
سدس أمتك من الإسلام؟
فقال
النبي يا لعين من جليسك؟
فقال
:
آكل
الربا
فقال
:
فمن
رسولك؟
فقال
:
الساحر
فقال
:
فما
قرة عينيك؟
فقال
:
الحلف
بالطلاق
فقال
:
فمن
حبيبك؟
فقال
:
تارك
صلاة الجمعة
فقال
رسول الله يا لعين فما ي***ر ظهرك؟
فقال
:
صهيل
الخيل في سبيل الله
فقال
:
فما
يذيب جسمك؟
فقال
:
توبة
التائب
فقال:
صلاة
الفجر
فقال
:
فما
يقمع رأسك؟
فقال
:
كثرة
الصلاة في الجماعة
فقال
:
فمن
أسعد الناس عندك
فقال
:
تارك
الصلاة عامداً
فقال
:
فأي
الناس أشقي عندك؟
فقال
:
البخلاء
فقال
:
فما
يشغلك عن عملك؟
فقال
:
مجالس
العلماء
فقال
:
فكيف
تآكل؟
فقال
:
بشمالي
وبإصبعي
فقال
:
فأين
تستظل أولادك في وقت الحرور والسموم؟
فقال
:
تحت
أظفار الإنسان
فقال:
النبي
فكم سألت من ربك حاجة؟
فقال
:
عشرة
أشياء
فقال
:
فما
هي يا لعين؟
فقال
:
سألته
أن يشركني في بني آدم في مالهم وولدهم
فأشركني فيهم وذلك
قوله
تعالىوشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم
وما يعدهم الشيطان إلا غوراً
وكل
مال
لا يزكى فإني أكل منه وأكل من كل طعام
خالطه الربا والحرام.
وكل
مال لا يتعوذ عليه من
الشيطان
الرجيم
وسألته
أن يجعل قرأناً فكان الشعر
وسألته
أن يجعل لي ضجيعاً فكان السكران
وسألته
أن يجعل لي أعواناً فكان القدرية
وسألته
أن يجعل لي إخواناً فكان الذين ينفقون
أموالهم في
المعصية
ثم تلا قوله
تعالي
"إن
المبذرين "كانوا
إخوان
الشياطين
فقال
النبي لولا أتيتني
بتصديق
كل قول بآية من كتاب الله تعالى ما صدقتك
فقال
:
يا
محمد سألت الله تعالى أن أرى بنى آدم وهم
لا يروني فأجراني
على